من القلب

أبطال قادمون

نبيل الحاج علي


عندما لا يلبي ثلاثة أبطال ملاكمة مؤهلون لبطولة العالم التي ستجري في روسيا الشهر القادم دعوة اتحادهم لدخول معسكر داخلي قبل السفر مما يستدعي اتخاذ قرار بعدم المشاركة وتستغرب تصرف أبطال صنعهم بلدهم وجعلهم نجوماً ولأسباب غير مقنعة يستنكفون عن تلبية نداء هو في مصلحتهم أولاً. وعندما ترى كيف يسطع نجوم صغار من الناشئين والناشئات والشباب في البطولات المتفرقة وخاصة في غرب آسيا تشعر ببعض العزاء لأن مصنع أبطال المستقبل لم يتوقف وأن إستراتيجية التصنيع قائمة على قدم وساق، وأن من يخرج من السباق لا يؤثر في مسيرة ناجحة تقدم الأبطال تلو الأبطال. إنجازات مفرحة انهالت علينا من كل حدب وصوب تؤكد أن الجيل الجديد قادم وبقوة في عمان الأردن وفي بطولة غرب آسيا للفرق فئة الواعدات والشبلات والناشئات والشابات والسيدات بكرة الطاولة تحصل على سبع ميداليات. وفي كرة الطائرة التي انقطعت عن المشاركات الخارجية ثماني سنوات يفوز منتخبنا للناشئين على منتخب الأردن الذي يستعد للبطولة العربية منذ ثمانية شهور، ويكمل مشوار النجاح رجال طائرتنا بفوزهم بالمركز الأول في لبنان في دورة ودية جمعت أندية متميزة ومنتخب الجيش اللبناني وهذا دليل على عودة الروح إلى هذه اللعبة الجميلة. ولم تتخلف سيداتنا بكرة السلة عن ركب النجاح، فبعد غياب ثماني سنوات أيضاً وفي بطولة غرب آسيا في الأردن تفوز سيداتنا على الأردن وإيران وخسارة مع لبنان ويتأهل المنتخب إلى النهائي الذي سيجري على ملاعب النادي الأرذثوكسي. أما الخاتمة الجميلة والمفرحة جداً هو تفوق أبطالنا الناشئين والناشئات في ألعاب القوى وهي أم الألعاب في غرب آسيا التي جرت في لبنان بمشاركة عشر دول، وحقق أبطالنا خمس عشرة ميدالية سبع ذهب وفضيتين وست برونزيات والمركز الثاني وفي هذا بشارة تغطي كل التوقعات لما هو قادم. جيل قادم باندفاع إلى الساحات الرياضية، فالأولمبياد الوطني للفئات العمرية يكمل حلقة الفئات ويغطي شرائح من فئات اللاعبين ظهر منهم كم نوعي كبير وقد توزعت منافسات الأولمبياد الوطني في كل المحافظات وهكذا تكون البدايات الناجحة التي تضع جيلاً رياضياً ملتزماً ببلده وقادراً على تحقيق الإنجازات، ومن يظن من الأبطال الذين تم تحضيرهم في ملاعب وصالات الوطن أن لا بديل لهم نقول لهم بأن هناك مئات النجوم الذين انطلقوا من خط البداية وسيصلون إلى الساحات العربية والإقليمية والآسيوية وربما إلى العالمية في أجل قريب. من المهم أن نتابع بشكل مستمر ودون أي انقطاع برامج هذه القواعد الكفوءة لأن المؤشرات مبشرة وسنكون على موعد مع الكثيرين من المواهب في قادمات الأيام.