في الصميم

من يراقب المراقبين؟

أنور البكر


لم يكف أندية كرة القدم هموم الحكام وأخطاؤهم المتكررة التي باتت قاعدة ثابتة في كل مناسبة، تثقل على إداراتها وفرقها وتعكر المزاج العام للشارع الرياضي، حتى تضاف إليه مشكلة جديدة هي أخطاء المراقبين

وضعف أدائهم الذي طفى على السطح خلال الأسابيع الأخيرة، وبات موضوع متداول تارة بالغضب وتارة أخرى بالتندر لكثرة المتناقضات فيما يبدعه هؤلاء المراقبون.

وإذا كانت الاختراعات التي يبدعها مراقبو مباريات الدوري الممتاز تجد من يتصدى لها تحت ضغط الإعلام وإدارات هذه الأندية وجماهيرها, فإن الكثير من الأخطاء والعيوب تبقى بعيدة عن الأضواء والتداول وطي الكتمان في مباريات الدرجات الأدنى ودوريات الفئات العمرية, والمتابع لمباريات دوري الدرجة الأولى ودوري الشباب يعرف تماما ما الذي نتحدث عنه.

فما زالت مسألة الحضور الجماهيري وعدم وجود او تأخر وصول عناصر حفظ النظام وسيارة الإسعاف مشكلة متكررة في اغلب هذه المباريات، وكل مراقب يعالج المشكلة بطريقته الخاصة ومدى تفهمه لمهمته المطلوبة، والتي تحتاج في كل مرة اتصالات من وإلى اتحاد كرة القدم للبت بالموضوع, ففي مسألة الجمهور نجد بعض المراقبين يتشددون بالأمر ولا يسمحون بإطلاق صافرة البداية إذا كان هناك شخص واحد من غير المسموح لهم بدخول الملعب, ومراقب أخر يتعامل بروح القانون ويتغاضى عن وجود الجمهور إذا كان العدد قليل، وثالث يترك الحبل على الغارب فتجد أعداداً من الجمهور يسرحون ويمرحون داخل سور الملعب، وبالقرب من دكة الاحتياط وحكم التماس كما حدث في مباراة مصفاة بانياس الأسبوع الفائت.

في موضوع سيارة الإسعاف هناك من يتشدد بالأمر ويؤخر انطلاق المباراة لحين وصولها..، وأخر يقترح إدخال إي سيارة خاصة على أطراف الملعب لتمثل دور سيارة الإسعاف, وثالث يترك الأمور للقدر ويعلن بداية المباراة, أما بالنسبة لموضوع حفظ النظام فالحلول متعددة أيضا وأخرها كان استعانة إدارة نادي اليقظة بعناصر الحراسة في نادي المحافظة لإخراج الجمهور من الملعب الذي بقيت أبوابه مفتوحة حتى موعد انطلاق المباراة, فتأخرت صافرة البداية حتى تم إخراج الجمهور.

تناقضات قرارات مراقبي المباريات وحتى مزاجيتهم أحياناً مشكلة حقيقية ولا يمكن نكرانها ونعتقد أن سببها الرئيسي هو الطريقة التي يتم فيها اعتماد هؤلاء كمراقبين والأسس المعتمدة لمنحهم هذه الصفة, والتي تقتصر على المشاركة في دورة أو دورتين مدة الواحدة منها بضعة أيام فقط، قد يكون هذا الأمر كافياً في حال كان المشارك من أبناء اللعبة ولديه خبرة إدارية اكتسبها من عمله في الأندية والاتحادات والمنتخبات, أما أن يكون غير ذلك، (وما أكثرهم هذه الأيام) فتلك المشكلة بعينها والتي نرى انعكاساتها في كل مناسبة, والأدهى من ذلك أن لا يكون هناك أحد يراقب ويقيم عمل هؤلاء المراقبين.. أما حجة أن عدد المراقبين قليل فهي غير صحيحة بالمطلق والدليل أن هناك الكثير من المراقبين الجديرين بل والأستاذة بهذا المجال لم يكلفوا بمباراة واحدة أو اثنتين منذ بداية الموسم.