للحديث بقية

واختلط الحابل بالنابل

ربيع حمامة



الكثير من المراقبين يلجأون الى جملة مطاطة يكتبونها في تقاريرهم هربا من الحقيقة وتجنبا للمسؤولية بعد أي مشاجرة تحدث داخل ملاعبنا ، والجملة هي "واختلط الحابل بالنابل ".. اي ان هذا المراقب "شلف" المسؤولية على النابل والحابل ووجد الخليط المريح له ، وقدم تقريره ومضى بحال سبيله ، تاركا اتحاد الكرة والأندية والجماهير تتكهن فيما بينها وترسم ماحدث وتراجع الفيديوهات وتعطي القرارات .. ثم تتراجع مع دليل آخر وهكذا .!
من خلال تواجدنا شبه الدائم بملاعب الكرة ومبارياتها لأغلب الفئات والدرجات نرى بأم أعيننا أن من يشعل الفتيل في معظمها يكون بعيدا عن الأضواء والكاميرات في تلك اللحظة تحديدا و"يسلحب" من خلف الكواليس.. لكنه موجود ضمن الكوادر العاملة بهذا النادي أو ذاك أو حتى من ضمن الأشخاص المعنيين بحسن سير المباراة .. وبعد ساعات قليلة تطال الانتقادات وحتى العقوبات كل من كان في الواقعة إلا ذاك الشخص الذي لسع كالنحلة وهرب من فعلته كالغزال ..!؟ بل وقد يمد برأسه أيضا لينتقد ماحدث ..!
وهنا تكمن أهمية المراقب الذي يرى مالاتراه صورة ولا فيديو ولا أي أحد سواه .. وإلا لما أبقت على تواجد المراقب في الميدان كبرى الملاعب العالمية التي فيها حتى " VAR " ومئات الكاميرات المتحركة والثابتة ، فهل هي حقا غير قادرة على رؤية مشكلة أو " لفتة مشينة" بوقت تصور فيه تحركات الذبابة في زواياها ..؟
زبدة الحديث أننا اليوم بتنا أكثر من أي وقت مضى بحاجة لمراقبي مباريات خبراء وأقوياء ( من ضمن عدة احتياجات ) واتحاد كرة القدم تحديدا يدرك أهمية هذا الأمر بعد كل تلك التخبطات بالقرارات خلال الأسابيع الماضية وزعزعة الثقة بين الشارع الرياضي وناديه ولجنته واتحاده المعني ، وأحد أهم الاسباب " ليس السبب الوحيد " هو ضياع الحقيقة واستبدالها بجملة " .. واختلط الحابل بالنابل " .
وللحديث بقية ..